تعرف إلى برج حمود

ان برج حمود التي يفصل بينها وبين العاصمة نهر بيروت عرفت أول قوميسيون في أول حزيران عام 1908 وكان يضم: سن الفيل وبرج حمود والدكوانة. أعضاء قوميسيون البلدية كان عددهم ستة ثلاثة من سن الفيل واثنان من الدكوانة وواحد من برج حمود ومعظم قرارات هذا المجلس أخذت بحضور ثلاثة أعضاء فقط. بعد الحرب العالمية الأولى أي عام 1920 أصبح هذا القوميسيون يضم سن الفيل وبرج حمود فقط. واتفق على ان تكون الرئاسة مداورة بين بشارة عبد الله الخوري ،وهو الشاعر المعروف بالأخطل الصغير، من برج حمود ونقولا الحايك من سن الفيل، لكل منهما ستة أشهر ، وكان يضم بين أعضائه جرجي ابي عكر وفريد وازن. الا أن هذا القوميسيون لم يدم أكثر من سنة ونيف. بعدها اصبحت البلدية تعرف بإسم بلدية الجديدة - برج حمود وانتخب الاستاذ بشارة عبد الله الخوري (الأخطل الصغير) رئيسا لها. وبمسعى من النائب الدكتور ملكون هرابديان والنائب موسيس دركالوستيان والاب بولس عريس والاستاذ بشارة عبد الله الخوري (الاخطل الصغير) وأحد أبناء المنطقة المفوض العام في الامن العام بشارة يوسف قهوجي، صدر بتاريخ 10/11/1952 المرسوم رقم 329 الذي قضى بفصل منطقة برج حمود عن بلدية الجديدة - برج حمود، وبإنشاء بلدية مستقلة فيها بإســم "بلدية برج حمود".

"تعود تسمية برج حمود الى حوالي 300 سنة حيث أن المنطقة كانت أصلاً منطقة زراعية بإمتياز. إن الأمير حمود أرسلان كان يملك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية فبنى المالك منزلاً له من طابقين فوقها علّية في أعلى نقطة من المنطقة، وكان يصعد الى سطح العلّية لمراقبة العمال المتواجدين في أملاكه. فشكل هذا المنزل العالي عن سطح الأرض برجاً بالنسبة للمنازل الزراعية المتواضعة المجاورة. فأخذت المنطقة تسمية "برج حمود".
إن هذا المنزل ما زال قائماً بجوار كنيسة مار ضومط وأصبح بتملك وقف الكنيسة."

الأحياء والملاكون الأساسيون

تقسم المنطقة الى سبعة أحياء، وقد سكنت هذه المنطقة عائلات منذ أكثر من 200 سنة وما زالت لغاية تاريخه وعرف من العائلات الأصلية الأساسية الملاكة:

حي الدورة

أصل كلمة الدورة يعود الى الطريق القديم الملتوي الذي كان يربط بيروت بطرابلس وذلك أيام الأتراك. وعند مجيئ الفرنسيين قاموا بتقويم الطريق فأصبح عامة الناس ينسبون المنطقة التي تمر فيها الطريق القديم "بالدورة" ومن ثم جاء دور الحافلة الكهربائية حيث كان آخر خطه يصل الى آخر منطقة برج حمود وكان يعود من هناك الى بيروت فكانت أيضاً تسمية "الدورة".
من العائلات الملاكة الأساسية في منطقة  الدورة: آل الخوري (الأخطل الصغير) – آل حاتم كرم – آل قواص – آل منصور – آل باسيلا- آل فرح....

حي حارة صادر
تعود التسمية الى منزل كان يملكه شخص من آل صادر وكانت منطقة زراعية،
ومن عائلاتها المالكة : آل كرم – آل حاتم – آل عكر – آل حبيقة – آل غصين – آل صباغة   آل الأشقر – آل الخوري- آل القواص...

حي جسر بيروت
الكلمة تعود الى جسر نهر بيروت الذي بناه الرومان بعدة قناطر وجدده الأتراك بشكل قنطرة عالية وهذه القنطرة هدمت لبناء الجسر الجديد.
ومن العائلات المالكة في جسر بيروت: آل ابي اللمع – آل القهوجي – آل الشيخاني – آل شقير – آل عواد – آل شليطا – آل شعنين – آل عبود ...

حي العنبري ( منطقة الشل)
دعيت هذه المنطقة بهذا الإسم نسبة الى الشوك العنبري الذي كان يكسوها، شط رملي عريض جميل كان يعرف بشط  الميموزا نسبة الى كثرة شجرة المميموزا هناك كذلك  أشجار الكينا الباسقة على جانبي الطريق. كان الشط في حينه من الأجمل على الساحل اللبناني حتى العام 1965. كما يوجد هناك ثاني أكبر مرفأ لصيد الأسماك في لبنان، كانت منطقة زراعية أيضاً. وضع الحجر الأساسي لكازخانة الشل عام 1930 وصنفت منطقة صناعية درجة أولى فيما بعد.
ومن العائلات المالكة : آل أبي انطون – آل فرعون ....

حي مار ضومط
سمي هذا الحي على إسم الكنيسة التاريخية القائمة هناك والتي بنيت في منتصف القرن السابع عشر. 
ومن العائلات المالكة: آل أرسلان – آل عكر – آل الريف – آل فضول – آل الجماتي...

حي الغيلان
سمي هكذا لأن المنطقة سكنها الغيلان لكثرة الأشجار فيها ومن العائلات المالكة: آل ارسلان - آل العريس – آل أبو عبد الله – آل الخوري – آل فارس – آل صالح – آل مسعد – آل عضيمه – آل دوماني – آل الأشقر – آل معوض – آل رزق – آل طبارة – آل تابت....

حي النبعة
نسبت التسمية الى نبع ماء ما زال موجوداً حتى الآن، وكان هناك نبعان أحدهما مالح " مدق" والثاني المعروف بعين الحبالى كان يقصده أهل المنطقة لتعبئة الجرار وهو صالح للشرب. وكانت تستعمل تلك المياه لري الأراضي الزراعية. 
ومن العائلات المالكة في هذا الحي:  آل ارسلان – آل عكر – آل ابي اللمع – آل فضول ...

برج حمود والعمل

في منطقة برج حمود يوجد حوالي 20،000 وحدة سكنية و15،000 وحدة تجارية وتتميز منطقة برج حمود بكونها مركز تجاري وصناعي مهم بسبب كثرة معامل الذهب والملبوسات والحرفيات والجلديات على أنواعها وتعتبر من أهم المناطق التي تساهم بشكل فعال في نمو الإقتصاد الوطني في لبنان.

الأسواق التجارية

تتألف برج حمود من مجموعة من الأسواق وهي تعتبر أشهر سوق شعبي في شرق بيروت، للتسوق في برج حمود نكهته الخاصة، متعة تجمع الترفيه وآخر إبتكارات الموضة من محال تنتشر في المنطقة على إختلاف مستوياتها واسعارها التنافسية معظمها من صنع محلي وبعضها الآخر أجنبي.

أما أشهر الأسواق على الإطلاق في برج حمود هو" شارع أراكس" الذي تتمركز فيه معظم المحلات التجارية في المنطقة، وهو مقصد المواطنين اللبنانيين من المنطقة المحيطة ومن داخلها وكذلك الأجانب، يسميه البعض ملاذ الفقراء وفيه " من البابوج الى الطربوش".

الشارع العريض " شارع الخوري بولس عريس ( أول رئيس بلدية )": بمتد من ساحة البلدية حتى مدرسة مسروبيان ويحوي سوقاً كبيراً ويتواجد فيه محال تجارية متنوعة وعريضة.

شارع أرمينا ويمتد من مستديرة الدورة وصولاً الى جسر بيروت وتكثر فيه جميع أنواع السلع كذلك سوق الذهب والمجوهرات، والشوارع المتفرعة والأحياء تضم المشاغل الصغيرة، منها مشاغل حرفية تغذي بمنتوجاتها الأسواق الأساسية والقريبة، وتلك الصناعات تتوارثها الأجيال " أباً عن جد".

شارع حارة صادر ويمتد من مستديرة الدورة الى ساحة البلدية فتتواجد فيه محال تجارية معروفة إستفادت من عدم قدرة شارع اراكس على إستيعاب المزيد من المحال كما يوجد حي النبعة وخصوصياته. تلك المتجار تضيف بواجهاتها الطويلة وألوانها المتقنة التناسق، رونقاً خاصاً على الأسواق.

لن ننسى حرفيينا المبدعين كل في مجال إختصاصه فإن الحرف المؤتمنون عليها تعطي هذا السوق روح الحضارة وترى البلدية انه من واجبها المحافظة عليهم ليظلوا محافظين على التراث الوطني مؤكدين أن مطلق عمل حرفي منتج من قبل أبناء منطقتنا هو بحد ذاته " تحفة فنية".

تكاد تكون برج حمود المنطقة الوحيدة في لبنان التي تضم هذا الخليط من الثقافات والحضارات والتقاليد وحتى اللغاتكذلك تضم مجموعة كبيرة من المشاغل والحرف اليدوية والمصانع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم جنباً الى جنب مع المحال التجارية والمطاعم والمنازل.

تسعى البلدية حالياً لإنشاء موقف سيارات من خمس طبقات لإنعاش الأسواق التجارية تجاوباً مع إزدياد زبائن السوق. كذلك يعمل المجلس البلدي على تطوير وإنعاش العامل الإقتصادي والتجاري في المنطقة وتحسين الوضع البيئي والعمراني والإجتماعي مما سوف يشكل عامل جذب لقاصدي المنطقة ويظهر الوجه الحضاري والثقافي والفني والتراثي للمنطقة. ومن زيارة المنطقة تذوق المأكولات المتخصصة ( البسترما والسجق والعيران ) وهي ذات نكهة فريدة.